من الشيخ زكريا إلى الإمام النووي
الشيخ زكريا
قال السيد أحمد بك الحسيني في «مرشد الأنام»: هو شيخ الإسلام قاضي القضاة زين الدين الحافظ زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السنيكي ثم القاهري الأزهري، ولد سنة 826 بسنيكة من الشرقية ونشأ بها، وحفظ القرآن و«عمدة الأحكام» وبعض «مختصر التبريزي»، ثم تحول إلى القاهرة سنة 841 فقطن في الجامع الأزهر وكمل حفظ «المختصر» ثم حفظ «المنهاج الفرعي» وغيره، وأقام بالقاهرة يسيرا ثم رجع إلى بلده وداوم الاشتغال وجد فيه، وكان ممن أخذ عنه: القاياتي والعلم البلقيني والشرف السبكي والشموس: الوفائي والحجازي والبدرشي والشهاب ابن المجدي والحافظ ابن حجر في آخرين، وأخذ عن الكافيجي وابن الهمام وممن لا يحصى كثرة. ورجع إلى القاهرة فلم ينفك عن الاشتغال والإشغال مع الطريقة الجميلة وشرف النفس وتصدى للتدريس في حياة شيوخه وانتفع به الفضلاء طبقة بعد طبقة، وشرح عدة كتب وألف ما لا يحصى كثرة، وله الباع الطويل في كل فن، وولي تدريس عدة مدارس إلى أن رقي إلي منصب قضاء القضاة بعد امتناع كثير واستمر إلى أن كف بصره فعزل، وانتفع به خلائق لا يحصون منهم ابن حجر الهيتمي وبالجملة فهو عمدة العلماء الأعلام وحامل لواء المذهب الشافعي، توفي بالقاهرة سنة 925
الحافظ ابن حجر
قال السيد أحمد بك الحسيني في «مرشد الأنام»: هو شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الشهير بابن حجر -نسبة إلى آل حجر- الكناني، العسقلاني الأصل المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة، ولد سنة 773، طلب العلم على كبر وسمع الكثير بمصر وغيرها ورحل وانتقى وحصل، ومن شيوخه: السراج البلقيني وابن الملقن والعراقي وأخذ عنهم الفقه وعن البرهان الأبناسي والنور الهيتمي وآخرين، ثم أقبل على الاشتغال والإشغال والتصنيف وبرع في الفقه والعربية وكان شاعرا طبعا، محدثا صناعة، فقيها تكلفا، انتهى إليه معرفة الرجال واستحضارهم ومعرفة العالي والنازل وعلل الأحاديث وغير ذلك، وانتفع به الطلبة، وتولى قضاء القضاة الشافعية بالديار المصرية، ومصنفاته كثيرة، منها: كتاب «الإصابة في تمييز الصحابة» و«تهذيب تهذيب الكمال» للمزي و«طبقات الحفاظ» و«الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة» و«التمييز في تخريج أحاديث الوجيز» و«توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس» و«شرح مناسك المنهاج» و«تصحيح الروضة» كتب منه ثلاث مجلدات و«نخبة الفكر» و«شرح الأربعين النووية» و«فتح الباري على صحيح البخاري» و«مقدمته» وله غير ذلك، توفي سنة 852
ابن العراقي
هو الحافظ ولي الدين أبو زرعة أحمد بن الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي الإمام ابن الإمام والحافظ ابن الحافظ، اشتغل في الفقه والعربية والمعاني والبيان، وأحضر على الجمال الإسنوي وابن النقيب وغيرهما، وأقبل على التصنيف ثم ناب في الحكم ثم أقبل على الفقه فصنف «النكت على المختصرات الثلاثة» جمع فيها بين «التوشيح» للتاج السبكي وبين «تصحيح الحاوي» لابن الملقن وزاد عليهما فوائد واختصر «المهمات»، توفي سنة 826
زين الدين العراقي
قال السيد أحمد بك الحسيني في «مرشد الأنام»: هو زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم المهراني المولد العراقي الأصل الكردي، حافظ العصر، ولد سنة 725، وحفظ «التنبيه» واشتغل بالقراءات ولازم المشايخ في الرواية وسمع في غضون ذلك من ابن شاهد الجيش وابن عبد الهادي وغيرهما، ورحل إلى دمشق وحلب والحجاز والإسكندرية، وصنف: «تخريج أحاديث الإحياء»، واختصره وشرع في إكمال «شرح الترمذي» لابن سيد الناس ونظم «علوم الحديث» لابن الصلاح في «ألفية» وشرحها وصنف أشياء أخر، وصار المنظور إليه في هذا الفن وعليه تخرج غالب أهل عصره، وتوفي سنة 806
سراج الدين البلقيني
قال السيد أحمد بك الحسيني في «مرشد الأنام»: هو الحافظ سراج الدين عمر بن رسلان بن نصير بن صالح -وصالح هذا أول من سكن بلقينة- بن شهاب بن عبد الخالق بن مسافر بن محمد البلقيني الكناني، ولد سنة 724، اشتغل على علماء عصره، وسمع من الميدومي، وغيره، وقرأ الأصول على الشمس الأصبهاني والنحو على أبي حيان وأجاز له المزي والذهبي وغيرهما، وفاق الأقران واجتمعت فيه شروط الاجتهاد وأثنى عليه العلماء وهو شاب، وانفرد في آخره برياسة العلم وأكب على الاشتغال والتصنيف وانتفع به عامة الطلبة، ومن تصانيفه: شرحان على «الترمذي» و«تصحيح المنهاج» لكنه لم يكمل وغير ذلك، وممن أخذ عنه حافظ دمشق ابن ناصر والحافظ ابن حجر، توفي بالقاهرة سنة 805
علاء الدين ابن العطار
قال السيد أحمد بك الحسيني في «مرشد الأنام»: هو علي بن إبراهيم بن داود بن العطار، شيخ دار الحديث ومدرس القوصية بدمشق، سمع من ابن عبد الدايم، وغيره، وهو من أصحاب النووي، ومولده سنة 654، ومات سنة 724
الإمام النووي
قال السيد أحمد بك الحسيني في «مرشد الأنام»: هو شيخ الإسلام أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن حزام بن محمد بن جمعة النووي، وهو محرر المذهب ومهذبه ومنقحه ومرتبه، صاحب التصانيف المشهورة المباركة النافعة، ولد في العشر الأول من المحرم سنة 631 بنوى، من عمل دمشق، وقرأ بها القرآن، وقدم دمشق في سنة 649 وقرأ «التنبيه» في أربعة أشهر ونصف وحفظ ربع «المهذب» في بقية السنة ومكث قريبا من سنتين لا يضع جنبه على الأرض وكان يقرأ في اليوم والليلة اثني عشر درسا على المشايخ في عدة من العلوم وتفقه على جماعة، منهم: الكمال سلار الإربلي والكمال إسحاق المغربي وأكثر انتفاعه عليه وكان على جانب كبير من العمل والزهد والصبر على خشونة العيش ولم يتزوج وكان كثير السهر في العبادة والتصنيف، تولى دار الحديث الأشرفية سنة 665 فلم يأخذ من معلومها شيئا إلى أن توفي، ومن تصانيفه: كتاب «الروضة» و«المنهاج» و«المناسك» الكبرى والصغرى و«التبيان في آداب حملة القرآن» و«مختصره» و«دقائق المنهاج» و«شرح مسلم» و«الأذكار» و«تهذيب الأسماء واللغات» و«طبقات الفقهاء» و«تصحيح التنبيه» و«المنتخب» و«شرح المهذب» لم يتم وصل فيه إلى أثناء الربا ومتن «التحقيق» وصل فيه إلى صلاة المسافر وغير ذلك، وتوفي سنة 676