الشيخ زكريا والشهاب الرملي
→
شراح المنهاج: ابن حجر المكي والجمال الرملي والخطيب الشربيني
الشهاب الرملي
قال السيد أحمد بك الحسيني: هو شهاب الدين أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي المصري الأنصاري الإمام العلامة شيخ الإسلام والمسلمين، أخذ عن القاضي زكريا ولازمه وانتفع به وكان يجله وأذن له في الإفتاء والتدريس وأن يصلح في كتبه في حياته وبعد مماته ولم يأذن لأحد سواه في ذلك وأصلح عدة مواضع من «شرح البهجة» و«شرح الروض» في حياة شيخ الإسلام، وأخذ أيضا عن طبقة القاضي زكريا وكان من رفقاء البدر الغزي وكتب شرحا عظيما على «صفوة الزبد» في الفقه وشرح «منظومة البيضاوي في النكاح» و«رسالة في شروط الإمامة» و«شرح شروط الوضوء» وغير ذلك، وجمع الخطيب الشربيني فتاويه فصارت مجلدا وأخذ عنه ولده الشمس محمد والخطيب الشربيني والشهاب الغزي والنور الزيادي والبرهان الحلبي وغيرهم، وانتهت إليه الرياسة في العلوم الشرعية بمصر حتى صارت علماء الشافعية كلهم تلامذته إلا النادر، وجاءت إليه الأسئلة من سائر الأقطار ووقف الناس عند قوله وكان جميع علماء مصر وصالحيهم يعظمونه وكان يخدم نفسه، توفي سنة 957، وقيل: سنة 971
الشيخ زكريا
قال السيد أحمد بك: هو شيخ الإسلام قاضي القضاة زين الدين الحافظ زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السنيكي ثم القاهري الأزهري، ولد سنة 826 بسنيكة من الشرقية ونشأ بها، وحفظ القرآن و«عمدة الأحكام» وبعض «مختصر التبريزي»، ثم تحول إلى القاهرة سنة 841 فقطن في الجامع الأزهر وكمل حفظ «المختصر» ثم حفظ «المنهاج الفرعي» وغيره، وأقام بالقاهرة يسيرا ثم رجع إلى بلده وداوم الاشتغال وجد فيه، وكان ممن أخذ عنه: القاياتي والعلم البلقيني والشرف السبكي والشموس: الوفائي والحجازي والبدرشي والشهاب ابن المجدي والحافظ ابن حجر في آخرين، وأخذ عن الكافيجي وابن الهمام وممن لا يحصى كثرة. ورجع إلى القاهرة فلم ينفك عن الاشتغال والإشغال مع الطريقة الجميلة وشرف النفس وتصدى للتدريس في حياة شيوخه وانتفع به الفضلاء طبقة بعد طبقة، وشرح عدة كتب وألف ما لا يحصى كثرة، وله الباع الطويل في كل فن، وولي تدريس عدة مدارس إلى أن رقي إلي منصب قضاء القضاة بعد امتناع كثير واستمر إلى أن كف بصره فعزل، وانتفع به خلائق لا يحصون منهم ابن حجر الهيتمي وبالجملة فهو عمدة العلماء الأعلام وحامل لواء المذهب الشافعي، توفي بالقاهرة سنة 925